قصة عبد الله بن عفيف الأزدي

قصة عبد الله بن عفيف الأزدي

<BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">

قصة عبد الله بن عفيف الأزدي مع ابن زيادبعد استشهاد الإمام الحسين روحي له الفداء اتخذ عبيد الله بن زياد مجلسه وادخل عليه من بقي حيا من أهل البيت عليهم السلام وفيهم الإمام علي بن الحسين وزينب وأم كلثوم عليهم السلام , بعد ذلك وقف ابن زياد خطيبا في الناس وقال في بعض كلامه :
( الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين – يقصد يزيد – وأشياعه وقتل الكذاب ابن الكذاب !!!!!!) 0
فما زاد على الكلام شيئا حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الأزدي وكان من خيار أتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكانت عينه اليسرى ذهبت في يوم الجمل والأخرى في صفين وكان يلازم المسجد الأعظم يصلي فيه إلى الليل فانتفض إلى ابن زياد قائلا : يا ابن مرجانة ! إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومن استعملك وأبوه يا عدو الله أتقتلون أولاد الأنبياء وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين !!فغضب ابن زياد وقال : من هذا المتكلم ؟
فقال عبد الله : أنا المتكلم يا عدو الله أتقتل الذرية الطاهرة التي اذهب الله عنها الرجس وتزعم انك على دين الإسلام ؟ واغوثاه ! أين أولاد المهاجرين والأنصار لينتقمون منك ومن طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان رسول رب العالمين ؟
فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه وقال : علي به فتبادرت إليه جلاوزته من كل ناحية ليأخذوه فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه فخلصوه من أيدي الجلاوزة وأخرجوه من باب المسجد وانطلقوا به إلى منزله , فقال ابن زياد : اذهبوا على هذا الأعمى وأتوني به 0
فانطلقوا إليه فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم ولما بلغ ابن زياد ذلك جمع قبائل مضر وأمرهم بقتال القوم فاقتتلوا قتالا شديدا حتى وصل أصحاب ابن زياد إلى دار عبد الله بن عفيف فكسروا الباب واقتحموا عليه فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر فقال لا عليك ناوليني سيفي فناولته إياه فجعل يذب عن نفسه وجعلت ابنته تقول : يا أبت ليتني كنت رجلا أخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة 0 وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة وهو يذب عن نفسه فلم يقدر عليه احد وكلما جاؤوه من جهة قالت ابنته :/ يا أبت جاؤوك من جهة كذا حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به فجعل يدير سيفه ويقول :
أقسم لو يفسح لي عن بصري ضاق عليكم موردي ومصدري
فما زالوا به حتى أخذوه ثم حمل فأدخل على ابن زياد فلما رآه قال :
" الحمد لله الذي أخزاك "فقال له عبد الله بن عفيف : يا عدو الله وبماذا أخزاني الله
فقال ابن زياد : يا عدو الله ماذا تقول في عثمان ابن عفان ؟
فقال عبد الله : يا ابن مرجانة وما أنت وعثمان بن عفان ولكن سلني عن أبيك وعنك وعن يزيد وأبيه , فقال ابن زياد : لا سألتك عن شيء أو تذوق الموت غصة بعد غصة 0
فقال عبد الله بن عفيف : الحمد لله رب العالمين أما أني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أمك وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه فلما كف بصري يئست من الشهادة والآن فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها وعرفني الإجابة منه في قديم دعائي 0
فأمر ابن زياد بضرب عنقه وهكذا التحق عبد الله بركب الشهداء الأبرار الذين لا يخافون في الله لومة لائمفأين نحن من هؤلاء الذين تكلموا في وجه اكبر الطغاة وكان اعمى رضوان الله عليه ولكن قلبه مبصر فأين نحن وتلومون الامة وأنتم لاتطبقون حتى أفعال أصحاب إمامنا علي سلام الله عليه فهم لم يسكتو عن الظالم بل تكلم في وجهه ولم يخف من الموت وصلى الله على محمد وآل محمد

</BLOCKQUOTE>