فاتته صلاة الفجر..فأنظر كيف أدب نفسه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فاتته صلاة الفجر..فأنظر كيف أدب نفسه
[color=violet][color=yellow]فاتته صلاة الفجر..فأنظر كيف أدب نفسه
أي شخص كان قد رآني متسلقا سور المقبرة في هذه الساعة من الليلكان سيقول: أكيد مجنون أو أن لديه مصيبة. والحق أن لديّ مصيبة كانت البداية عندماقرأت عن سفيان الثوري - رحمه الله: أنه كان لديه قبرا في منزله يرقد فيه وإذا مارقد فيه نادى(رب ارجعون .. رب ارجعون )
ثم يقوم منتفضا ويقول : ها أنتقد رجعت فماذا أنت فاعل ؟حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة من كانيحافظ عليها ثم فاتته فسيحس بضيقة شديدة طوال اليومعندذلك..
تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني فقلت لابد وأن فيالأمر شيء ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي هنا كان لابد من الوقوف مع النفسوقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار قررت أن أدخلالقبر حتى أؤدبهاولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلهاومسكنها إلى ما يشاء الله. وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غدا وجلست أسوف في هذاالأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى.
حينها قلت: كفى . وأقسمتأن يكون الأمر هذه الليلة.
ذهبت بعد منتصف الليل حتى لا يراني أحدوتفكرت: هل أدخل من الباب ؟ حينها سأوقظ حارس المقبرة! أو لعله غير موجود! أمأتسور السور ؟إن أوقظته لعله يقول لي تعال في الغد أو حتىيمنعني وحينها يضيع قسمي فقررت أن أتسور السور .. رفعت ثوبيوتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع إلاأنني أحسست أنني أراها لأول مرة.
ورغم أنها كانت ليلة مقمرة إلا أننيأكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سوادا تلك الليلة كانت ظلمة حالكة سكون رهيب.
هذا هو صمت القبور بحق تأملتها كثيرا من أعلى السور واستنشقتهوائها نعم إنها رائحة القبور أميزها عن ألف رائحة رائحة الحنوط رائحة بها طعمالموت الصافي.
وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين ... إيه أيتهاالقبور ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه ضحك ونعيم وصراخ وعذاب أليم ماذا سيقوللي أهلك لو حدثتهم ؟لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليهوسلم)الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم )
قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد فيهذه الحالة فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة وأي مصيبةبعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات.
هبطت داخل المقبرة وأحسست حينهابرجفة في القلب والتصقت بالجدار ولا أدري لأحتمي من ماذا؟عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها أنالست جبانا لكنني شعرت بالخوف حقا !نظرت إلى الناحية الشرقيةوالتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. إنها أشد بقع المقبرة سواداوكأنها تناديني مشتاقة إليّ : متى ستكون فيّ ؟أمشي محاذرا بينالقبور وكلما تجاوزت قبرا تساءلت أشقي أم سعيد ؟شقي بسبب ماذا؟ أضيّع الصلاة؟أم كان من أهل الغناء والطرب؟ أم كان من أهل الزنى؟ لعل منتجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة وأن شبابه لن يفنى؟وأنه لن يموت كمن مات قبله؟
: أم أنه كان يقولمازال في العمر بقيةسبحان من قهر الخلق بالموتأبصرتالممر حتى إذا وصلت إليه ووضعت قدمي عليه أسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساريوأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية ثم بدأت أولى خطواتي بدت وكأنها دهر أين سرعةقدمي؟ ما أثقلهما الآن تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي ابدا لأنني أعلم ماينتظرني هناك.
اعلم فقد رأيت القبر كثيرا ولكن هذه المرة مختلفةتماما أفكار عجيبة أكاد أسمع همهمة خلف أذني نعم أسمع همهمة جليّة وكأن شخصا يتنفسخلف أذني خفت أن أنظر خلفي خفت أن أرى أشخاصا يلوحون إليّ من بعيد خيالات سوداءتعجب من القادم في هذا الوقت بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان لا يهمني شيء طالماأنني قد صليت العشاء في جماعه.
أخيرا أبصرت القبور المفتوحة أقسمللمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها سوادا كيف أتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلىهنا ؟ بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟ وأي شئ ينتظرني في الأسفل ؟ فكرت بالإكتفاءبالوقوف و أن أصوم ثلاثة أيام تكفيرا لقسمي ..
ولكن لالنأصل إلى هنا ثم أقف يجب أن أكمل ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة بل سأجلس خارجهقليلا حتى تأنس نفسي.
ما أشد ظلمته وما أشد ضيقه كيف لهذه الحفرةالصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة؟سبحانالله يبدو أن الجو قد إزداد برودة أم هي قشعريرة في جسدي من هذاالمنظر؟ هل هذا صوت الريح ؟ ليس ريحا لا أرى ذرة غبار في الهواء هل هي وسوسةأخرى؟استعذت بالله من الشيطان الرجيم ثم أنزلت الشماغ ووضعته علىالأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب إنه المكان الذيلا مفر منه أبدا سبحان الله نسعى لكي نحصل على كل شيء وهذه هي النهاية: لاشئ .
كم تنازعنا في الدنيا اغتبنا تركنا الصلاة آثرنا الغناء على القرآنوالكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلكنتجاهل.أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت وكأني خفت أنيرد عليّ أحدهم:
يا أهل القبور مالكم ؟ أين أصواتكم ؟ أين أبناؤكمعنكم اليوم ؟ أين أموالكم؟ أين وأين؟ كيف هو الحساب ؟ أخبروني عن ضمة القبرأتكسر الأضلاع ؟ أخبروني عن منكر و نكير أخبروني عن حالكم مع الدودسبحان الله نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتناواليوم .. نحن الطعام لابد من النزول إلى القبر .
قمت وتوكلت علىالله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي وأنا أفكر ماذا لو انهال عليّالتراب فجأة ؟ ماذا لو ضم القبر عليّ مرة واحدة؟نمت على ظهريوأغلقت عينيّ حتى تهدأ ضربات قلبي حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد ما أشده منموقف وأنا حي .
فكيف سيكون عند الموت ؟فكرت أن أنظر إلىاللحد هو بجانبي والله لا أعلم شيئا أشد منه ظلمة ياللعجب! رغم أنه مسدود منالداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه! فهل هو هواء بارد أم هيبرودة الخوف ؟ خفت أن أنظر إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران إليّ بقسوة.
أو أن أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلىمتجاهلني تماما حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد ..
ليس بي من الشجاعهأن أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خاليا ولكن تكفي هذه المخاوفحتى أمتنع تماما عن النظر إليه .
تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلموهو يحتضر(لا إلهإلا الله .. إن للموت سكرات ) تخيلت جسدي عند نزول الموتيرتجفبقوة وأنا أرفع يدي محاولا إرجاع روحي.
وتخيلت صراخ أهلي عاليا من حولي : أين الطبيب؟ أين الطبيب ؟
)فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتمصادقين )
تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون : لا إله إلا الله تخيلتهم يمشونبي سريعا إلى القبر وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن يكون أول من ينزل إلىالقبر تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع يصرخ فيهم: جهزواالطوب.
وتخيلت أحمد يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم إياه بعدماحثوا عليّ التراب تخيلت الكل يرش الماء على قبري تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوالأخيكم فإنه الآن يسأل ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .
ثم رحلواوتركوني فردا وحيدا تذكرت قول الله تعالى(ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرةوتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم )نعم صدق الله تركت زوجتي فارقت أبنائي تخليّت عنمالي أو هو تخلى عني .
تخيّلت كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماظهروا بأصوات مفزعة وأشكال مخيفة ينادي بعضهم بعضا: أهو العبد العاصي؟فيقول الآخر: نعم. فيقال: أمشيع متروك أم محمول ليس له مفر؟فيجيبه الآخر: بل محمول إلينا ليس له مفر. فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن اللهعزيز ذو انتقام . رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين: ما غركبربك الكريم ؟ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة ... ما الذي خدعك حتى عصيتالواحد القهار؟ أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت! أهي الشهوات؟أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان؟ أما علمت أنه لك عدو مبين؟ أمثلكيعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته لا نجاة لك منّا اليوم اصرخ ليسلصراخك مجيبفجلست اصرخ رب ارجعون رب ارجعون. وكأني بصوت يهز القبروالفضاء يملأني يئسا يقول : (كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوميبعثون )
بكيت ماشاء الله أن أبكي ثم قلت: الحمدلله رب العالمينمازال هناك وقت للتوبة استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسورا وقد عرفت قدريوبان لي ضعفي أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا أردد قول جبريلللحبيب صلى الله عليه وسلم :
عش ما شئت فإنك ميت و أحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به
أي شخص كان قد رآني متسلقا سور المقبرة في هذه الساعة من الليلكان سيقول: أكيد مجنون أو أن لديه مصيبة. والحق أن لديّ مصيبة كانت البداية عندماقرأت عن سفيان الثوري - رحمه الله: أنه كان لديه قبرا في منزله يرقد فيه وإذا مارقد فيه نادى(رب ارجعون .. رب ارجعون )
ثم يقوم منتفضا ويقول : ها أنتقد رجعت فماذا أنت فاعل ؟حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة من كانيحافظ عليها ثم فاتته فسيحس بضيقة شديدة طوال اليومعندذلك..
تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني فقلت لابد وأن فيالأمر شيء ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي هنا كان لابد من الوقوف مع النفسوقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار قررت أن أدخلالقبر حتى أؤدبهاولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلهاومسكنها إلى ما يشاء الله. وكل يوم أقول لنفسي دع هذا الأمر غدا وجلست أسوف في هذاالأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى.
حينها قلت: كفى . وأقسمتأن يكون الأمر هذه الليلة.
ذهبت بعد منتصف الليل حتى لا يراني أحدوتفكرت: هل أدخل من الباب ؟ حينها سأوقظ حارس المقبرة! أو لعله غير موجود! أمأتسور السور ؟إن أوقظته لعله يقول لي تعال في الغد أو حتىيمنعني وحينها يضيع قسمي فقررت أن أتسور السور .. رفعت ثوبيوتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع إلاأنني أحسست أنني أراها لأول مرة.
ورغم أنها كانت ليلة مقمرة إلا أننيأكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سوادا تلك الليلة كانت ظلمة حالكة سكون رهيب.
هذا هو صمت القبور بحق تأملتها كثيرا من أعلى السور واستنشقتهوائها نعم إنها رائحة القبور أميزها عن ألف رائحة رائحة الحنوط رائحة بها طعمالموت الصافي.
وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين ... إيه أيتهاالقبور ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه ضحك ونعيم وصراخ وعذاب أليم ماذا سيقوللي أهلك لو حدثتهم ؟لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليهوسلم)الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم )
قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد فيهذه الحالة فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة وأي مصيبةبعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات.
هبطت داخل المقبرة وأحسست حينهابرجفة في القلب والتصقت بالجدار ولا أدري لأحتمي من ماذا؟عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها أنالست جبانا لكنني شعرت بالخوف حقا !نظرت إلى الناحية الشرقيةوالتي بها القبور المفتوحة والتي تنتظر ساكنيها. إنها أشد بقع المقبرة سواداوكأنها تناديني مشتاقة إليّ : متى ستكون فيّ ؟أمشي محاذرا بينالقبور وكلما تجاوزت قبرا تساءلت أشقي أم سعيد ؟شقي بسبب ماذا؟ أضيّع الصلاة؟أم كان من أهل الغناء والطرب؟ أم كان من أهل الزنى؟ لعل منتجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة وأن شبابه لن يفنى؟وأنه لن يموت كمن مات قبله؟
: أم أنه كان يقولمازال في العمر بقيةسبحان من قهر الخلق بالموتأبصرتالممر حتى إذا وصلت إليه ووضعت قدمي عليه أسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساريوأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية ثم بدأت أولى خطواتي بدت وكأنها دهر أين سرعةقدمي؟ ما أثقلهما الآن تمنيت أن تطول المسافة ولا تنتهي ابدا لأنني أعلم ماينتظرني هناك.
اعلم فقد رأيت القبر كثيرا ولكن هذه المرة مختلفةتماما أفكار عجيبة أكاد أسمع همهمة خلف أذني نعم أسمع همهمة جليّة وكأن شخصا يتنفسخلف أذني خفت أن أنظر خلفي خفت أن أرى أشخاصا يلوحون إليّ من بعيد خيالات سوداءتعجب من القادم في هذا الوقت بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان لا يهمني شيء طالماأنني قد صليت العشاء في جماعه.
أخيرا أبصرت القبور المفتوحة أقسمللمرة الثانية أنني ما رأيت أشد منها سوادا كيف أتتني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلىهنا ؟ بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟ وأي شئ ينتظرني في الأسفل ؟ فكرت بالإكتفاءبالوقوف و أن أصوم ثلاثة أيام تكفيرا لقسمي ..
ولكن لالنأصل إلى هنا ثم أقف يجب أن أكمل ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة بل سأجلس خارجهقليلا حتى تأنس نفسي.
ما أشد ظلمته وما أشد ضيقه كيف لهذه الحفرةالصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة؟سبحانالله يبدو أن الجو قد إزداد برودة أم هي قشعريرة في جسدي من هذاالمنظر؟ هل هذا صوت الريح ؟ ليس ريحا لا أرى ذرة غبار في الهواء هل هي وسوسةأخرى؟استعذت بالله من الشيطان الرجيم ثم أنزلت الشماغ ووضعته علىالأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب إنه المكان الذيلا مفر منه أبدا سبحان الله نسعى لكي نحصل على كل شيء وهذه هي النهاية: لاشئ .
كم تنازعنا في الدنيا اغتبنا تركنا الصلاة آثرنا الغناء على القرآنوالكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلكنتجاهل.أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت وكأني خفت أنيرد عليّ أحدهم:
يا أهل القبور مالكم ؟ أين أصواتكم ؟ أين أبناؤكمعنكم اليوم ؟ أين أموالكم؟ أين وأين؟ كيف هو الحساب ؟ أخبروني عن ضمة القبرأتكسر الأضلاع ؟ أخبروني عن منكر و نكير أخبروني عن حالكم مع الدودسبحان الله نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتناواليوم .. نحن الطعام لابد من النزول إلى القبر .
قمت وتوكلت علىالله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي وأنا أفكر ماذا لو انهال عليّالتراب فجأة ؟ ماذا لو ضم القبر عليّ مرة واحدة؟نمت على ظهريوأغلقت عينيّ حتى تهدأ ضربات قلبي حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد ما أشده منموقف وأنا حي .
فكيف سيكون عند الموت ؟فكرت أن أنظر إلىاللحد هو بجانبي والله لا أعلم شيئا أشد منه ظلمة ياللعجب! رغم أنه مسدود منالداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه! فهل هو هواء بارد أم هيبرودة الخوف ؟ خفت أن أنظر إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران إليّ بقسوة.
أو أن أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلىمتجاهلني تماما حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد ..
ليس بي من الشجاعهأن أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خاليا ولكن تكفي هذه المخاوفحتى أمتنع تماما عن النظر إليه .
تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلموهو يحتضر(لا إلهإلا الله .. إن للموت سكرات ) تخيلت جسدي عند نزول الموتيرتجفبقوة وأنا أرفع يدي محاولا إرجاع روحي.
وتخيلت صراخ أهلي عاليا من حولي : أين الطبيب؟ أين الطبيب ؟
)فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتمصادقين )
تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون : لا إله إلا الله تخيلتهم يمشونبي سريعا إلى القبر وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهو يسارع لأن يكون أول من ينزل إلىالقبر تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع يصرخ فيهم: جهزواالطوب.
وتخيلت أحمد يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم إياه بعدماحثوا عليّ التراب تخيلت الكل يرش الماء على قبري تخيلت شيخنا يصيح فيهم : ادعوالأخيكم فإنه الآن يسأل ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .
ثم رحلواوتركوني فردا وحيدا تذكرت قول الله تعالى(ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرةوتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم )نعم صدق الله تركت زوجتي فارقت أبنائي تخليّت عنمالي أو هو تخلى عني .
تخيّلت كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماظهروا بأصوات مفزعة وأشكال مخيفة ينادي بعضهم بعضا: أهو العبد العاصي؟فيقول الآخر: نعم. فيقال: أمشيع متروك أم محمول ليس له مفر؟فيجيبه الآخر: بل محمول إلينا ليس له مفر. فينادى : هلموا إليه حتى يعلم أن اللهعزيز ذو انتقام . رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين: ما غركبربك الكريم ؟ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة ... ما الذي خدعك حتى عصيتالواحد القهار؟ أهي الدنيا؟ أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت! أهي الشهوات؟أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان؟ أما علمت أنه لك عدو مبين؟ أمثلكيعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته لا نجاة لك منّا اليوم اصرخ ليسلصراخك مجيبفجلست اصرخ رب ارجعون رب ارجعون. وكأني بصوت يهز القبروالفضاء يملأني يئسا يقول : (كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوميبعثون )
بكيت ماشاء الله أن أبكي ثم قلت: الحمدلله رب العالمينمازال هناك وقت للتوبة استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسورا وقد عرفت قدريوبان لي ضعفي أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا أردد قول جبريلللحبيب صلى الله عليه وسلم :
عش ما شئت فإنك ميت و أحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به
ورد الجوري- مشرفه على قسم سبيس تون
- الهواية :
المزاج :
عدد المشاركات : 63
تاريخ التسجيل : 12/02/2010
الموقع : في البيت
رد: فاتته صلاة الفجر..فأنظر كيف أدب نفسه
مشكوره والله فكره رائعه
لتأديب النفس .،.
لتأديب النفس .،.
همسه مشاعر- مشرفة منتدى الطبخ والطعام
- الهواية :
المزاج :
عدد المشاركات : 57
تاريخ التسجيل : 01/04/2011
الموقع : في العـ الواسع ـالم
مواضيع مماثلة
» كيف تجعل الشيطان يوقظك لصلاة الفجر؟
» هذا الي شايف نفسه ماشي ولا يرحب بي يفرفر في المنتدى ولا كنه شايفني
» السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جبتلكم لعبع مفيده وفي الوقت نفسه هي لعبه انا اكتب دوله واللي وبعدي يكتب عاصمتها
» هذا الي شايف نفسه ماشي ولا يرحب بي يفرفر في المنتدى ولا كنه شايفني
» السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جبتلكم لعبع مفيده وفي الوقت نفسه هي لعبه انا اكتب دوله واللي وبعدي يكتب عاصمتها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى